أوهل حان وقت البكاء على الأحباب ؟؟[
منذ صغري وانا اسمعهم يبكون وحينما اسألهم يقولن نبكي على فقدان الأحباب لم أكن افهم معزى كلامهم لكن اليوم عرفت معنى الأمر ، فأنى لم اعد طفل صغير ، كنت في الازل طفل يحبو ويريد ان يتعلم الكلام كان عقلي كبير وكما يقولون كنت ذكي استطيع فهم ما عجز الكبار عن فهمة لكني لا استطيع ان اذكر شيء مما حدث، فحينما اخبرهم اني لا اذكر، يقنعوني بأني كنت طفل وذاكرة الاطفال لا تدوم ولكني الان تجاوزت الخامسة عشر من عمري وانا لا اذكر اي شيء حتى ايام المدرسة في العاشرة ، لا استطيع ان اذكر شيء ، لكني اذكر حادثة اصابتني قبل يومين قيل ان هذه الحادثة مسحت ذاكرتي ومعظمهم ينفي ما يقال محاولا ان يخففو علي، هم لا يعرفون ان كل ذاكرتي مسحت ولم تبقى سوى ذكرى واحدة واشكر الخالق انها لم تمسح ، اقنعوني الاطباء ان حادث سير اصابني فمسحت الذاكرى ولكن ماذا يظنوني فأنا اجزم لهم بأن هناك امر اصعب حدث معي فمسحت ذاكرتي ، اتريدون معرفة الذاكرى الوحيدة التي اتذكرها بكل تفاصيلها المملة والتي لم تمسح واتمنى ان لن تمسح هي ذكرى عن صديقي الغالي في يوم وفاته بدأ الأمر ع هذا النوع :
كنت في طريقي الى مدرسة التي تقع على نهاية الشارع في اخر منحنى _هكذا كنت اصف طريق مدرستي حتى لا يعرف احد اين تقع _مررت من بيت صديقي واخذته كالعادة ونحن في الطريق كنا نلعب ونضحك ونتذكر اوقاتنا فنحن اصدقاء منذ الطفولة وفي كل مكان معا حتى قررنا ان نتعاهد بأن يكونا قبرينا بجانب بعضينا وصلنا المدرسة ونحن نتمنى لو نعود لفراشنا ، دخلنا صفوفنا واردته ان يجلس بجانبي ولكن الاستاذ رفض وبقوة وكأني طلبت بأن تجلس فتاة بجانبي لكني اريد ان يجلس صديقي بجانبي واضطر مقعده ان يبقى فارغ لم يملأه احد جلس صديقي (فلان)بالمقعد الذي بجانب النافذة ويطل ع بيته كان صديقي فتى رائع ومحبوب وكان ذكي اكثر مني انا لم اكن ذكي في المدرسة فقد كنت مهمل في دروسي لكن كان عندي ذكاء في تعلم الامور التافهه فظنو اهلي اني ذكي كم اهلي اشخاص ساذجون كنت في كل حصة اخذ قيلولة وفي حصة الفن والمهني اتأمل في البنات فقد كان الجميع يكرهني لوقاحتي لكن اهلي لم يكونو يعلمو كيف هي شخصيتي في المدرسة لقد كان ترتيبي في تزوير العلامات الاول فقد كنت اغيرالعلامات بطريقتي الخاصة وانا اتظاهر اني فتى مجتهد ولكن كل هذا كان هراء اتمنى لو استطيع التأسف من والداي لأني كنت اعاملهم بحمااقة كبيرة .وماذا افعل الان ، ولكن الاهم من هذا اني كنت كلما انظر لصديقي اجده ينظر الى بيته من خلال النافذة ولكن نظراته كانت وكأنه وحده في هذا العالم ، اقتربت منه في اخر الدوام وهمست في اذنه همسة طلب مني الا اخبر احد عنها فهو كان سر وتعاهدنا الا نخبر احد حتى اهلنا ولكن سره الوحيد بأنه كان معجب بإحدى فتيات الفصل العفيفات اللواتي تكاد لا تسمع صوتهن فقد كان يعمل في كل شيء ليحصل على مبلغ كبير يستطيع ان يتزوجها به (يالا احلامه كم هي غريبة)اخذته بعيدا خارج المدرسة وقلت له بان يخبرها بأنه يملك المال للزواج بها ولكنه كان متردد نظر اليها بشفقة ثم قال :لا لن افكر في الزواج لاني ان تزوجت سأضيع مستقبل زوجتي.
لم افهم مغزاها فقد لعب الشيطان في عقلي واتممنا مسيرتنا الى البيت الا ان وصلنا الى المسجد وكان الإمام يقيم لصلاة الظهر اسرعنا في الدخول هناك وتوضأنا مع انه كان اول مرة ادخل المسجد به فقد
كنت اصلي في البيت وبدأنا صلاة الظهر وكنا في السطر الاول لم اعرف كيف سمح الكبار لنا بان نصلي هناك ولكننا صلينا وبعد انتهاء الصلاة نظرت الى صديقي وكان ما زال ساجدا فقلت له بسخريه : هيا اسرع لا اظن ان كل هذا تقربا الى الله وزحته بقدمي بلا مبالاه فقد كانت الكارثة انه كان قد فارق الحياة ، يومها لم امتلك عقلي وعانقته وانا ابكي كأي طفل ما زال يحبو وبدأت اصرخ واجن ثم لا اذكر ماذا حصل لكنهم قالو لي بانك عندما رأيت قبره ذهبت وقمت بصدم احدهم حتى تلحقة لكن ذاكرتك خرجتمن عقلك ولم تخرج روحك من جسدك ، كبرت الان واصبحت رجلا وبدأت اصنع ذكرى جديدة وقررت ان اكون رجلا ملتزما ولكن فكرت يوما في الزواج وطلبت من خواتي وامي ان يبحثن لي على عروس تليق بي فخرجت يومها الى منتصف الشارع امام المدرسة وكانت قد هدم نصفها لأنها اصبحت قديمة وكانت مغلقة لأن لم يعد هناك احد يقترب منها ذهبت هناك لأستذكر كل ما بقي لي من ذكريات لصديقي فوجدت تلك الفتاة الذي احبها صديقي اردت ان اخبرها انه كان يردي ان يخطبك لكنه مات، رفضت الاقتراب مني قائلة انها مخطوبة ولكني من بعيد صرخت واخبرتها، وبدأت تبكي كطفلة فقد كانت تحبه لكنها الان صانت عفافها ولا اظن اني سألاحق الفتيات ثانية ولن أخدع والداي ثانية طلبت رضاهم واغمضت عيناي اتأمل في ذكراه التي بدت كسراب لن يزول ، اليوم فقط يمكنني تحدي الريح التي سعت لمسح ذكراه واليوم عرفت معنى البكى على احباب فقدناهم فأتمنى ان يأتي اجلي والحقة واريد ان ادفن بجانب قبره ويا صديقي لا انساك من دعائي اعرف تماما انك كنت رائعا وما زلت هكذا في نظري ونظر المعظم ،.
استلقيت على اقرب شاطئ فارغ ورسمت من الغيوم اشكال له وحركت الريح شعري المهمل ودمدت الجبال تئن لك وغردت طيور النورس بكاء عليك وهدر البحر شوق لك وحفت الاشجار تسئل عنك وجلست انا اذكرك واذكر كل ما اذكره منك وكل دعائي لك يا اغلى صديق ارجوك صديقياذا كنت تعرف شوقي لك فأنا احبك لأنك صديقي واخي في الله فقد كنت اغلى من اخواني ..ودامت احلامك في هناء
انا صديقك المحب صاحب هوية مفقودة كتبت هذه القصة لأني هربت من اهلي اعذروني اهلي اعرف متى شوقكم الي ولكن شوقي لصديقي اكثر سأعيش كانفا في بيت الله الحرام .
المرسل :
صديق قديم لك صاحب هوية مفقودة
ملحوظة*: القصة من تأليفي *